من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع منتج

«إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف».

سلمان بن عبد العزيز

لا يُمكن أن تنهض أي أمة ما لم يكن التعليم هو الركيزة الأساسية فيها. ولا يعني التعليمُ التعليمَ العام والجامعي فقط، بل التعليم الذي تكون مُخرجاته هي البِنية الأساسية للاقتصاد.

وبات اليوم التعليم المهني والتقني والصناعي والتدريب المُستمر في الأمم المُتطورة والمُنتجة، مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بسوق العمل. ليس فقط من أجل الحد من البطالة، بل أيضا لخلق بيئة منتجة وبالتالي خلق ثروة بشرية فاعلة تنهض بكيان الدولة.

وقد ربط كثير من القادة الذين غيروا مسار التاريخ سواء في بلدانهم أو العالم بين النهضة والتعليم. وفي هذا السياق يقول المفكر مالك بن نبي في كتابه “شروط النهضة”: “إن الحضارة إنسان وتراب وزمن، وبذلك فإنه عند نقطة الانطلاق ليس أمامنا سوى هذه العوامل الثلاثة، وفيها ينحصر رأس مال الأمة الاجتماعي، وكل ما عدا ذلك من مبان وصناعات، يعد من المكتسبات لا من العناصر الأولية”.

أي لا فائدة من مبانٍ شاهقةٍ وطرقٍ واسعةٍ وجامعاتٍ تُزيِّن طُرقَها وممراتها الأشجارُ والورود، ولكنها تفتقر إلى العقول التي تزرع العلم والمعرفة.

وعندما قال الملك سلمان بن عبد العزيز: “إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نُحقق بها تطلُعات شعبِنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف”، كان يعني أن شعبًا متعلمًا ومنتجًا هو الثروة الحقيقة التي ترتقي بها البلاد. هو يشدِّد على هذا المعْنَى.

ولكن يبقى السؤال الكبير، كيف نُترجم ذلك إلى واقعٍ عملي ونجعل من محصلة التعليم النهائية، بمفهومِه العام والواسع، شعبًا منتجًا ومهنيًا، تشكل فيه القوى العاملة في أبسط المهن وأعقدها ما لا يقل عن 90% من القوى العاملة في المصانع والمعامل والمختبرات وغيرها؟

إن التحدي الكبير هو تغيير ثقافة المجتمع ثم تغيير مُخرجات التعليم التي لم تُواكب قوة اقتصاد المملكة، وإيجاد برنامج عمل طويل يضع اللَّبِنَةَ الأولى التي يُبْنَى عليها المستقبل.